رحلة في كتاب
المتحدث البارع





تحت شعار تصفحه قبل شرائه) ومن بين المئات من
الكتب التي تتحدث عن الخطابة ومهارات الإلقاء لفت
انتباهي كتاب صدر مؤخراً بعنوان (المتحدث البارع)
لمؤلفه المدرب المتميز الأستاذ ياسر الحزيمي،



كتاب امتاز عن غيره من بني جنسه بخفة الأسلوب وعمق
المضمون وروعة الصياغة وجمال الإخراج

عدل فيه الكاتب عن التنظير والمثالية إلى التطبيق
والواقعية، قسمه إلى خمسة أبواب، حيث سلط الضوء في
المقدمة على ما أشغل الناس وقعد بالكثيرين منهم عن
الإلقاء وأعني بذلك الخوف فذكر أسبابه وعلاجه
ومظاهره وأنواعه ثم شرع في تقسيم بقية الأبواب
تقسيما عمليا متتابعا يجعلك تعيش مع الملقي لحظة
بلحظة وتحلق في سماء الجماهير حيث تكلّم عن
المهارات العملية والأساليب العلمية لما يجب أن
يفعله المتحدث البارع قبل الإلقاء وقبيل الإلقاء
وأثناء الإلقاء وبعد الإلقاء؛ حيث ذكر في الباب
الأول (قبل الإلقاء) معايير اختيار الموضوع وطرق
إعداد الكلمة وكيفية مراعاة أنماط المستمعين
وأساليب احترافية في شد الانتباه وطرق عملية للحفظ
والتذكر ثم تكلم في نهاية الباب عن الارتجال
وكيفية التخلص من المآزق وقد أسماها الكاتب قوارب
النجاة وهي خلاصة تجارب المؤلف وبحثه عن سر تميز
بعض المتحدثين المرتجلين ساقها بشكل عملي مبسط.

ثم تحدث في الباب الثاني (قبيل الإلقاء) عن
التهيئة النفسية للمتحدث قبيل لقائه الجمهور؛ حيث
تناول موضوع الثقة وكيف تهتز وطرق رفع الثقة
بالنفس في طرح يجمع بين العلاج المعرفي والسلوكي
بروح نفسية ورؤى إسلامية، ثم تحدث في الباب الثالث
(أثناء الإلقاء) حيث وصف الإجراءات التي يفعلها
الملقي عند خروجه لملاقاة الجمهور وسلط الضوء على
المهارات العملية للمتحدث كفن الابتسامة ومهارات
الصوت وطرق قراءة واستخدام لغة الجسد والتواصل
البصري ومهارات العرض والتقديم ومهارات استقبال
وتوجيه الأسئلة، ثم شرع في الباب الرابع (بعد
الإلقاء) في ذكر الخطوات الأخيرة والمؤثرة التي
يفعلها المتحدث البارع قبل أن يغادر الجمهور، ثم
ذكر بعد ذلك طرق التدرب والممارسة والتقييم
وأساليب تنمية اللغة وطرق التعامل مع المآزق، ثم
ختم بالباب الخامس والمتميز (مهارات متقدمة) تحدث
فيه عن أنواع الجماهير وطرق التخاطب الأمثل معها
وفن الإقناع وأسرار التأثير وكيفية مخاطبة الوعي
والتأثير في اللاوعي.

وقد تضمن الكتاب دراسات حديثة ومعلومات قيمة
وإضاءات مشرقة وتلميحات رائعة تجبر القارئ على
مواصلة القراءة، وعند قراءتك له لن تستغرب ذلك
الشعار الذي كتب بالأحمر (تصفحه قبل شرائه) ثقة من
الكاتب بوعي القارئ وعمق نظرته فإن كان لكل علم
كتاب يتربع على قمة الهرم فما أظن هذا الكتاب إلا
سيداً في مجاله.