::
صَوتٌ بَاكٍ حَزِينْ [يَهمِسُ] فِي ظُلُمَاتِ اللّيْلِ،، أينَ أنْتَ حَبيبِي؟؟
إنّهُ صَوتُ الحَبِيبَةِ التِي هُجِرتْ مُنذُ زَمَنٍ وأُستُبدِلَتْ بِغَيرِهَا..
تَشكُو هُمُومَهَا للقَمَر،، تَحْتَضِنُ الوِسَادَة لتَشعُرَ بالأمَانِ..
دُمُوعُها صَرَخَاتٌ [تَطلُبُ] النّجَاةَ مِن نَارِ الشّوقِ،، وإنتِظَارِ الحَبِيبِ
الضّائِع..
الحَبِيب الذِّي غَادَرَ دُونَ سَابِقِ إنذِارٍ..
حَبِيبِي هَذَا صَوتِي أصدَأُ بِه كُلَّ لَيلَةٍ لَعَلكَ [تَسمَعُه]..
حَبِيبِي كُلُّ لَيلَةٍ أسألُ النُّجُومَ عَنكِ لَيتَهَا تَرَاك وتُخبِرَنِي عَن
مَكَانِك..
ألا تَسمَعُ هَذَا النِّدَاءَ [المُشبَعَ] بِالوَفَاءِ؟؟
قُمْ وأركُض بَينَ أرجَاءِ المَدِينَةِ مُنَادِياً هَا أنَا حَبِيبَتِي..
صَوتُ دَعَوَاتٍ صَادِقَةٍ،، وصَلَوَاتٍ بِقلبٍ خَاشِعٍ قُبَيلَ بُزُوغِ
[الفَجرِ]..
إنَّهُ صَوتُ الأمِّ المِسكِينَةِ.. الأمُّ التِي فَقَدتْ الحَنَانَ مِن
[فَلَذَاتِ] أكبَادِهَا..
لَم تَجِدْ إلا الخَّالِقَ سُبحَانَه [مُنصِفاً] وعَدْلاً تَطلُبُهُ هِدَايَة
أبنَائِهَا..
عَانَتْ فَصَبَرتْ،، هُجِرَتْ فَتَحَمَّلَتْ،، تُرِكَتْ دُونَ رَاعٍ فَإنتَظَرتْ
الفَرَجَ مِن رَبِّ
العَالمِين ليُحَنِنَ قُلُوبَ [أبنَائِهَا] عَليْهَا..
تَذَكَّر مَاذَا [قَدَّمتْ] لَك عِندَمَا كُنتَ طِفلاً جَاهِلاً،، وأنظُر إلى مَا
تَفعَلهُ جَزَاءً لِذَلِك..
أيَتُهَا الأُمُّ المِسكِينَةُ: عُذراً عُذراً عُذراً لَن أستَطِيعَ مَهمَا فَعَلت
أن أفِيَكِ حَقَكِ..
إبعَث بِِصَوتِ الإعتِذَارِ وطَلَبِ [السَّمَاحِ] إليهَا،، وإرسِل فُبُلاتِكَ عَلى
جَبِينِهَا..
إطلُبِ [العَفوَ] وتَذَكَّر أنَّ الجَنَّةَ تَحتَ قَدَمَيها..
صَوتُ تَمتَمَاتٍ تَرَاجِعُ المَاضِي و[تَسخَطُ] مَن الوَاقِعِ المَرِير..
صَوتُ ذَلِكَ الصَّديقِ الذِّي تُرِكَ فِي مُنتَصَفِ الطَرِيقِ ليُكمِلَ طَرِيقاً
حَتماً لَن
يَصِلَ إلى [آخِرِِه]..
ذَلِكَ الصَّدِيقُ الذِي أجبِرَ عَلى [السَّهَرِ] ليِنَتَظِر إتِصَالَ صَدِيقِهِ..
ذَلِكَ الصَّدِيقُ الذِي بَرتَشِفُ القَّهوَةَ كأنَّهُ يَتَجَرَّعُ سُمًّا
لَحَظَاتِ ذِكرَى [مُفَارِقِهِ]..
لِسَانُ حَالِهِ يَقُول مَاذَا فَعَلتُ لَكَ؟؟ مَاذَا أقتَرفت لِتُلقِيَ بِيَدِي؟؟
والإجَابَةُ تَأتِيهِ حَالاً: لَم تَقتَرِفْ ذَنباً ولَكِنَّكَ كُنتَ [وَفِيا]ً
أكثَرَ مِن الآزِمِ..
صَوتُ ضَجِيجٍ قَادِم مِن [بَعِيدٍ]..
مَجمُوعَةُ أصوَاتٍ تَتَهَامَزُ،، تَسخَرُ،، تَضحَكُ،، تَستَهزِئ..
إنَّهَا الذُنَوبُ التِي أقتَرَفتَها فِي يَومِكَ أتَتْ [لِتُودِّعَكَ] لَيلاً..
ستُغَادِرُ بِلا عَودَةٍ،، لا أمَلَ فِي إقَناعِهَا [بِالبَقَاءِ]..
سَتسبِقُكَ إلى مَوعِدٍ تَعلَمهُ جَيِّداً،، سَتَنتَظِرُكَ هُنَاك مَعَ الكَثِيرِ
مِنَ الأصوَاتِ
التِي وِدَّعَتكَ سَابِقاً..
أنظُر كَم مِنهَا فِي إنتِظَارِك،، وتَخَيَّل [أصوَاتَ] ضَجِيجِهَا عَلى مَسمَعِك..
لَنْ تَتَحَمَّلَ صَخَبَهَا،، أذاً [رَاجِع] نَفسَكَ،، وإستَغفِر رَبَك..