--------------------------------------------------------------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم ..

عدت لكم من جديد مع روائع طنطاوية آخرى..

على أبواب الثلاثين ..

نظرت اليوم في سجل ميلادي،فوجدتني على أبواب الثلاثين ياأسفي ؟!لم يبقَ إلاّ ذكريات واهية تحتويها

بقية قلب تناثرت أشلاؤه على سفوح قاسيون في دمشق،ومسارب الأعظمية في بغداد،وغابات الصنوبر في

لبنان....إي والله،وعلى طريق الأهرام ي مصر،وضفاف الشط في البصرة،،وحوائط النخيل في يثرب،أشلاء من

قلبي وأشلاء..فماذا أفدتُ من عمري من عمري الضائع وشبابي الآفل؟لاشيء! لامجد ولامال ولابنين،ولم

أفد إلاّ اسماً مشى في البلاد فحمل قسطه من المدح والذم ،والتمجيد والشتم،ولاكني كنت في معزل عن

هذا كله فلم ينلني منه شيء،إن اسمي ليس مني،انه مخلوق من حروف،ولكني انسان لحم ودم،فهل

تُشبعني الشهرة،أو يكسوني الثناء؟ولاأملك إلا قلباً أحبَّ كثيراً وأخلصَ طويلاً،ولكنه سقط كليماً على عتاب

الحب والإخلاص ،ورأساً حشوته بما وجدت من العلوم والمعارف فأتقلته علومه عن التقدم ،فاحتلت مكانه

الرؤوس الخفيفة الفارغة..